احمد عبده الديب المدير العام
عدد المساهمات : 1048 تاريخ التسجيل : 30/06/2010 العمر : 33
| موضوع: (الآخر) يؤذينا.. الجمعة يوليو 16, 2010 1:14 pm | |
| بين كل فينة وأخرى يطل علينا العالم الغربي الصليبي الحاقد,بنفثة من نفثات حقده,وخبيثة من خبائث سره,حتى اعتدنا أن نغضب منه فترة ثم نهدأ وننسى ماحدث بعدها,وننام إلى أن يتطاول مرة أخرى ليوقظنا من سباتنا ويؤجج غضبنا,والذي لايلبث أن يتلاشى كالذي سبقه. كشر العالم الغربي عن أنيابه أول مرة,بتصرف أرعن أهان فيه كتاب الإسلام الخالد المقدس فأشتعل العالم الإسلامي غضباً,وتتالت مظاهرات حرق الأعلام والتنديد بالأعمال,ومسيرات الغضب,ولم يلبث إلا يسيراً حتى خبت النار وصارت رماداً تهوي به الريح.
وكشف عن قبح وجهه ثانية,برسوم مشينة تطاول فيها على سيد البشر صلى الله عليه وسلم ,تفاعل المسلمون مع ذلك الحدث بصورة تبشر بالخير,قاطعوا الدولة الجانية,ومضوا بخطوات عازمة على نشر سيرة نبيهم, وظهرت خلال تلك الفترة العديد من الأقلام المنافحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ,وازداد اهتمام الناس بسيرته,ولكنهم مالبثوا أن نسوا القضية برمتها -عدا أناس قلائل لا زالوا يعملون-,ولو واصلوا انتصارهم لتوقف الغرب عند حده,لكنهم فتروا وضعفوا,إلى أن انمسحت القضية من أذهانهم.
وجاءت الإهانة المرة الثالة من قائد من قاداتهم وزعيم من زعمائهم,رئيس أعتى دولهم وأشدها غطرسة,جاءت الإهانة هذه المرة على شكل اتهام موجه وتهديد صريح يمس الدين الإسلامي بشكل عام,ذلك حينما وصف بوش_لعنه الله-الإسلام بالفاشية,توعد بالقضاء على مايسميه بالإسلام الراديكالي,ضارباً بمشاعر مليار مسلم عرض الحائط ,ولأنه وكما قيل(كثر الإمساس يقلل الإحساس)فلم تلق الإهانة هذه المرة صدى واسعاً,ولم يتفاعل معها المسلمون تفاعلاً يذكر.
وتأتي الإهانة الرابعة من شخص له كلمته المسموعة لدى ثلث نصارى العالم تقريبا إن لم يكن كلهم,عندما أقدم بابا الفاتيكان والأب الروحي للنصارى,وفي صرح تعليمي على التطاول على الإسلام ونقل كلاماً لأحد علماء النصارى في القرون الوسطى,الذي يقول:" أرني ما الجديد الذي جاء به محمد؟ لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية، مثل أمره بنشر الدين -الذي كان يبشر به- بحد السيف!",وسرعان ماعلم المسلمون بهذا الخبر وغضبوا,و طالبوا البابا بالاعتذار,في حين رفض هو الاعتذار معللاً ذلك بأنه قد أسيء فهمه.
والمسلمون في غمرة غضبهم يتلقون صفعة جديدة من الغرب الصليبي,وبالتحديد من دويلة الدنمارك,والتي سبق وأن كشقت عن سوءتها,إذ أقدم الحزب الحاكم فيها على عرض مسرحية تصور الرسول صلى الله عليه وسلم في أوضاع مهينة ومزرية. ولايزال المسلمون في بدايات غضبهم من هاتين الصفعتين المتتاليتين,ولا يزال الغرب الحاقد يخبيء لنا المزيد من الصفعات. * * * ومن بني جلدتنا وبعض أبناء أمتنا الداخلين ضمن المليار,من كان انهزامياً حد الانبطاح,إذ كانوا يتزلفون إلى الغرب,وينادون بمراعاة مشاعرهم واحترامها,وذلك بألا ننعتهم بـ(الكافر) وأن نستبدل هذه اللفظة بلفظة(الآخر) حتى لا نجرح مشاعرهم ونعكر أمزجتهم زعموا. كيف لنا أن نتغاضى عن إساءة محتملة من تسمية أطلقها القرآن عليهم,ولايتغاضون هم عن الإساة لنا كل فترة؟؟. من المطالب باحترام المشاعر؟؟! نحن أم هم؟؟! إن خلافنا معهم ليس خلاف دول وسياسات,ولا خلاف مصالح واقتصاديات,إن خلافنا معهم خلاف عقيدة وخلاف دين..وليس أدل على ذلك من تناصرهم إذا أهانتنا إحدى دولهم.. فالقضية ليس قضية دول..إنها قضية عقيدة ودين..
| |
|