احمد عبده الديب المدير العام
عدد المساهمات : 1048 تاريخ التسجيل : 30/06/2010 العمر : 33
| موضوع: محمد رسول الله .... وجمع الكلمة السبت يوليو 17, 2010 1:07 am | |
| حلم كبير, وغاية عظيمة, تلك التي يسعى إليها الدعاة والكتاب والمفكرون لجمع كلمة المسلمين وتوحدهم وائتلافهم. ولكن... كيف يجتمعون؟! وعلى أي شيء يتفقون؟! وتحت أي راية يلتفون؟! وتمر الأيام ، ويشاء العلي القدير أن يبتلى المسلمون بمحنة شديدة الوقع على النفوس, ألا وهي الوقيعة في سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، أصابت كل مسلم في مقتل، فضاقت بهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، وظنوا ألا ملجأ إلى الله إلا إليه,,, فتفتّقت عن تلك المحنة ، بشائر ومنحا ما كانوا يتوقعون حصولها ، لولا إرادة الله عز وجل وتوفيقه.
ومن تلك البشائر , اجتماع كلمة المسلمين وتوحد صفوفهم، نصرة لنبيهم صلى الله عليه وسلم. فلو بذلنا ما بذلنا لهذا الغرض ما كانت هذه الأمة لتجتمع وتتوحد على هذه الصورة, لولا أن الله ألف بينهم V لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ C (لأنفال:63) فما كان ينادي به العلماء حتى بُحَّتْ أصواتهم؛ قد حصل, وما كان يستصعبه البعض أو يستحيله قد أصبح واقعا مشاهدا.
وإليك أخي القارئ بعض الملامح الإيجابية لهذه الوحدة المباركة: 1. إن هذا التوحد لم يكن توحدا على مستوى الأفراد فحسب، بل على مستوى الجماعات والمؤسسات بل على مستوى الدول والحكومات! 2. إن اجتماع كلمة الأمم الإسلامية والشعوب المسلمة في هذه الحادثة، كان على أساس راسخ ألا وهو أساس العقيدة، فتوحدوا جميعا على كلمة التوحيد وشهادة أن محمدا رسول الله. وهذا يعطينا دلالة كبرى في أن العقيدة هي التي جمعت الأمم والشعوب وليس غيرها من الشعارات والهتافات التي لا تقوم على أساس عقدي صحيح، وهذه الشهادتان هي التي عليها نحيا وعليها نموت وعليها نلقى الله عز وجل. 3. إن هذه الحادثة قد ضيقت مسائل الخلاف بين المسلمين شعوبا ومؤسسات وأخرجتهم من التقوقع والتعصب إلى التجمع والالتفاف إلى ما هم متفقون عليه جميعا، وهو نصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فركزوا جهدهم على الأصل العام، واطّرحوا ما كانوا فيه مختلفون, وهذا ملمح مهم يجب العناية به. 4. التعاون الإيجابي بين شرائح المجتمع: فكثير من الحكومات الإسلامية قد سحبت سفراءها احتجاجا على تلك الرسومات.. وأصحاب رؤوس الأموال قد قاطعوا المنتجات الدنمركية, والأئمة والوعاظ والعلماء يرشدون ويوجهون ويُبَيِّنون، والشعوب تنادي وتستنكر وتطالب وتقاطع، وما كان ليحصل هذا الأمر ويستمر لولا تكاتف الجميع وتعاونهم في نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. 5. شعَرَت الشعوب المسلمة، وخاصة الأفراد بمدى قوتهم، وتأثيرهم، وأنهم يستطيعون أن يقدمون الكثير والكثير لهذه الأمة، بعد أن ظنوا ألا حول لهم ولا قوة، بل شعروا بعزتهم وأنهم أرغموا أنوف المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم استطاعوا أن يقلبوا موازين القرار الأوربي بأسره. هذه بعض الملامح الإيجابية في وحدة المسلمين هذه الأيام , والتي تدعوا إلى التفاؤل، وأن نخطوا خطىً أكبر في جمع كلمة المسلمين لاسيما وقد مهد الطريق لهذا الأمر العظيم.
وأتمنى من قادة العلم والفكر ألا يضيعوا هذه الفرصة، وأن يبذلوا قصارى جهدهم في إكمال المسيرة نحو التوحد، حتى نكون يداً واحدة, وكلمة واحدة، نحو بناء شامخ... ألا وهو: البنيان المرصوص.
| |
|