الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد :
فلقد نشرت وسائل الإعلام من صحف وغيرها تلك الأنباء المؤلمة الدامية التي تصدر من أعداء الإسلام الحاقدين الموتورين على الإسلام ونبي الإسلام .
تلك التصرفات التي تحمل في طياتها الطعن في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والتشويه لرسالته من قبل أفراد ومنظمات نصرانية حاقدة ومن قبل بعض الكتاب الحاقدين المستهترين مثل كتاب الصحيفة الدانمركية (جيلاندز بوستن ) التي سخر كتابها من أفضل البشر وأكمل الرسل محمد عليه الصلاة والسلام الذي ما عرفت الأرض أنبل ولا أكرم منه أخلاقاً وعدلاً ورحمة ولا عرفت رسالة أكمل وأشمل وأعدل وأرحم من رسالته ، تضمنت هذه الرسالة الإيمان بجميع الأنبياء والرسل واحترامهم وحمايتهم من الطعن والتنقص وحفظت حقيقة تاريخهم ومنهم عيسى وموسى فمن كفر بمحمد وانتقصه فقد كفر بهم وانتقصهم جميعاً .
ولقد سخر منه الأوغاد المتوحشون ، حيث صوّروه في صور شتى .
(12) صورة مزرية وأحدى تلك الصور تظهر محمداً صلى الله عليه وسلم مرتدياً عمامة تشبه قنبلة فوق رأسه.
ونقول لهؤلاء المجرمين ولمن وراءهم من الحاقدين في أوروبا وأمريكا " رمتني بدائها وانسلت " .
فمحمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وصحابته الأكرمون لم ينشؤوا مصانع حتى للأسلحة البدائية من السيوف والرماح فضلاً عن القنابل الذرية والصواريخ العابرة للقارات وسائر أسلحة الدمار الشامل .
لم ينشيء محمد صلى الله عليه وسلم مصنعاً واحداً لأنه بعث رحمة للعالمين ولهداية البشر أجمعين إلى ما يسعدهم في دنياهم وأخراهم وليقوموا بحق خالقهم الذي خلقهم لعبادته فمن أبى ذلك فهو مجرم يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة من رب العالمين سيد هذا الكون وخالقه.
أما أنتم أيها الغربيون المُدّعون للحضارة فنقول: إن لديكم الدساتير والقوانين التي تدمر الأخلاق وتبيح ألوان المحرمات ومنها الزنا والشذوذ الجنسي ومنها الربا الذي يدمر اقتصاد الأمم ومنها إباحة أكل الميتة ولحوم الخنازير التي تورث الدياثة فلا يغار الرجل على زوجته وأخته وبنته فلها أن تزني وتخادن من شاءت وهذه من وسائل الدمار التي حرمتها كل الرسالات .
أما القنابل وسائر أسلحة الدمار ووسائلها من طائرات حربية ودبابات وصواريخ عابرات القارات فأنتم مهندسوها وصُنّاعها بعقولكم الشيطانية التي لا تفكر إلا في البغي والعدوان والظلم والبطش والطغيان والاستعلاء على أصناف البشر واستعبادهم وسفك دمائهم وابتزاز ثرواتهم ولا تفكر إلا في إبادة من ناوأكم ووقف في وجه مطامعكم وبغيكم وعدوانكم وكل ذلك مغلف باسم الحضارة وحقوق الإنسان والحرية والعدالة .
وكل عقلاء البشر يعرفون هذا عنكم وتاريخكم الأسود زاخر بأعمالكم الوحشية والإرهابية ذلكم التاريخ الذي سجله عليكم العدو والصديق .
ومن لا يعرف ذلك فليقرأ تاريخ استعماركم للأمم وليدرس على الأقل تاريخ حربيكم العالميتين وبعض نتائجها .
التي منها أنه قد بلغ عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى في أوروبا " أكثر من عشرة ملايين كانوا زهرة شباب دولهم ، وأكثر من ضِعلفهم كان قد سقط جريحاً وكتب عليه أن يعيش مقعداً أو عاجزاً حتى آخر حياته " انظر التاريخ المعاصر أوروبا من الثورة الفرنسية إلى الحرب العالمية الثانية (ص505 ) .
وبلغ عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية " 17 مليوناً من الجنود و18 مليوناً من المدنيين قد قتلوا خلال خمسة أعوام ونصف ، الخبراء يقولون إن النفقات العسكرية وحدها قد بلغت 1100 مليار دولار ، أما الخسائر التي سببتها الحرب فقد بلغت 2100مليار دولار ، يضاف إلى ذلك المدن المخربة والأراضي المحروقة والحقول المغمورة بالمياه والمصانع والمناجم التي توقف العمل فيها ثم قطعان الماشية التي تمزقت وتبددت " اهـ . ( الحرب العالمية الثانية لـرمضان لاند / ص448-449) .
قنبلة هيروشيما
قال مؤلف كتاب الحرب العالمية الثانية (ص/ 446-447) : " وقد يكون من المناسب أن نتحدث قليلاً عن هذه القنبلة الذرية الأولى فنردد ما ورد على لسان أحد اليابنيين في حديثه مع مارسيل جونو , ممثل الصليب الأحمر , عن ماهية هذا الانفجار الرهيب قال : وفجأة ظهر في السماء ضياء وردي باهت اللون شديد جداً , يرافقه اهتزاز غير طبيعي ثم لحقت به مباشرة موجة من الحرارة الخانقة ورياح عاصفة كانت تجتاح كل ما تجده أمامها.
وفي ثوان قليلة أحترق الآلاف من الناس الذين كانوا يسيرون في الشوارع أو يجلسون في الشوارع العامة القائمة في وسط المدينة كثيرون قتلوا بالحرارة الهائلة التي انتشرت في كل مكان وآخرون كانوا يبقون فوق الأرض صارخين من الألم وقد انتشرت في أجسادهم حروق مميتة ، كل ما كان قائماً فوق منطقة الانفجار - جدران ، منازل ، مصانع وأبنية أخرى – قد أبيد إبادة تامة ، واندفع فتات هذه الأشياء نحو الفضاء في دوامة رهيبة ، الحافلات الكهربائية انتزعت من خطوطها الحديدية وانقذفت كما أنها لو أنها فقدت وزنها وتماسكها ، القطارات هي ارتفعت بدورها وكأنها مجموعة من لعب الأطفال، الخيول والكلاب والماشية أصابها ما أصاب البشر ، كل ما كان من الأحياء قد فقد حياته في وضع مؤلم يعز على الوصف واختفت الأشجار في اللهيب وفقدت شتلات الأرز خضرتها واحترق العشب الأخضر كما يحترق القش اليابس .
أما ما وراء منطقة الموت فقد انهارت المنازل وأصبحت أكواماً من الألواح الخشبية والقرميط والأعمدة الحجرية ، لقد انهار كل شيء كما تنهار بيوت الكرتون في دائرة قطرها عشرة كيلو متر ، أما الذين كتبت لهم النجاة من الموت فقد وجدوا أنفسهم محاطين بستار من اللهب ، أما الأفراد القليلون الذين استطاعوا اللجوء إلى مخبأ من المخابيء فقد ماتوا بعد عشرين أو ثلاثين يوماً من الألم بتأثير إشعاعات " غاما " المميتة وفي المساء بدأت النيران تنخفض ثم ماتت ، إذ لم يعد هناك شيء تأكله هذه النيران ، لقد انتقلت هيروشيما إلى العدم " اهـ .
هذه بعض معالم حضارتكم التي تتغنون وتتباهون بها وتتطاولون بها على الإسلام وعلى نبي الإسلام وما تزالون في الازدياد من كل ألوان الظلم والإفساد وما تزالون في ازدياد من اختراع وسائل الدمار والهلاك والإهلاك والبوار وتلك والله هي نهاية الوحشية والحيوانية قال تعالى : ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) .
فاجعلوا قنابلكم ومنها قنبلة هيروشيما وأخواتها تيجاناً لكم ولزعمائكم واجعلوا سائر أسلحة الدمار الشامل أنياباً ومخالب لكم تفترسون بها الوحوش والبشر .
( وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ) .