برئتُ منِّي و من فؤادي و من يدي
إن كان في غيـر النبيِّ ولائـي
هذي فلول الأحقرين دنيئهـم
يبغي المساس بأنبلِ الأسمـاءِ
و سميُّ طه لـو تدبرتِ الـورى
تشدو بطِـيبِ خصالهِ الأصداءِ
أيطيبُ عيْشـي أو تقـرَّ جـوارحي
إن رامَ ذِكـرُكَ بالأذى الجهلاءِ
, , ,
يا من صبرت على الأذيّةِ و العـدا
و أقمت ليلك قانتاً بدعـاءِ
و حملت هـمَّ العالمين جميعهـم
كيما يرَوْا نور الهُـدى الوضـاءِ
و صدقت عهـد الله حتى رحمتهم
و ثنى عليك الله خيـر ثنـاءِ
و تآلفـت بالحق فيـك قلوبهم
و نشرت دين الله في الأنحاءِ
و أقمت حُكـم العدلِ في كل الدُنى
و بنيت للإسـلام خيـر بناءِ
فأعزَّ ربّـُك ذِكر اسمك في العُـلا
تندى بـه الآذان كل نـداءِ
,
,
,
أيـن الذيـن تعلَّمـوا أو علَّـموا
أدب الكلام بحضرةِ العظمـاءِ
هـذا نبيُّ اللهِ مسـراهُ السمَا
و سمات فضله في ذُرى العليـاءِ
إن كنت تفقد نور شمسه في الضحى
فالرأيُ أنَّ عيـونك الرمداء
أو غاب عنك بهاءَ سَمْتهِ في الدجى
فـلأنَّ قلبـكَ مُعْتـِمُ الأرجاءِ
صلَّى عليك الله يـا علمَ الهُدى
و فُدِيتَ من روحي بكلِ فـداءِ
, ,
يا أمة الإسلام أيـن جنودك
هل أنزلوا الرايـات في الأنـواءِ
يا أمة الإسلام أيـن شبـابـك
هل يغرقـون في هوى السفهاءِ
يا أمة الإسـلام كيـف نساؤك
بِتْنَ عَرَايـا بعين كل مُرائي
أين سبيل الحـق أين صراطـك
هل حِـدت عنه بالخُطى العرجاء
أين عهود الله أين كتابـه
هل بات مهجوراً بـلا قُـرَّاءِ
, , ,
كيف غدا الإسـلام منّا مبرّأ
حين انجرفنـا في سُدى الأهـواء
كيف اشترينا بالجِنـان مفازةً
تظمـى بها الوجدانُ كالبيـداءِ
كيف ارتضينا بعد عِـزٍ و رفعـة
شمخـت بنا في ذُرى النُجبـاء
كيف ارتضينـا أن نذلَّ و ننكسـر
و تغيب شمـس الحـق في الغيماء
ما بين قوّادٍ و طبّـالٍ و بيـن
شيـخٍ دَعِـيٍّ بالصلاح يُرائي
و جموع أشباه الرجالِ ترى لهـم
هِمـمٌ قعيـدة عن بلوغ رجـائي
هجـروا الطريق الـى المساجد نُوماً
عن كل مَكرُمـةٍ و طِيب نداءِ
صـار لقـول الحـق في جهر الدُنا
وجه الخَطِيِّ و وصمةُ الرُعَنَاءِ
وغدا التغاضـي عن المهازل و الخنـى
سمت التحضّـرْ و للحياء عـزائـي
أهدرنـا شرع الله مـلء عيوننـا
هل بعـد شرع الله أيّ بقاءِ
, , ,
أوتعجبون إذا أُريد محمدٌ
بأذيـةٍ من ضغمـةٍ جبناء
فأين كنتـم حين شـرع محمـدٍ
يُعدى عليه السوء صبح مساء
أو حين بتُّم في الضلالةِ هديكـم
مالٌ و عهرٌ و الغُثـاء غناء
و أين كنتم حيـن شرع محمـدٍ
بيعـت بـه الأمصار للأهواء
أو حين قِيـسَ به التحضّرُ فادّعَـوْا
أنّ لِحُكـمِ الله عهـدٌ نـائي
كيف ارتضيتم ان تبيعوا بدينكـم
حكـم العبيد و للضعيف رثائـي
, , ,
فاضت عيون الصـادقين بعَبـرةٍ
هل تطفـئُ العبـرات بعض شقائي
و مضت جموع العائـدين لربهـم
تبغي النجاة من هوى الغوغـاءِ
هـذي سبيل الصادقين فأوِّبوا
و لذكـرِ أحمـد في القلـوب سناء
عودوا لشرعته و كونوا جنـده
ولِجنـد رب العرش خير جزاء
صلى عليك الله يا علم العُلا
و فُديـت من روحـي بكل فـداء